لطالما سمعت عن مغامرات مخيفة وقرأت قصصاً عن مغامرات مدهشة لكن تلك الليلة كانت أكثر من مغامرة ،كانت أشبه بكابوس جميل.
كانت تلك الليلة عندما خرجت مع عائلتي في رحلة إلى غابة قريبة، وعندما قررنا العودة شاء القدر أن تتعطل السيارة فاضطر أبي التوقف ليصلحها. نزلنا من السيارة وجلسنا تحت شجرة ، من بين تلك الأشجار الكثيرة ، فما أن مرت بضع دقائق حتى تغلب النعاس على إخوتي الصغار،فنقلهم ابي إلى السيارة وبقيت أنا وحدي تحت الشجرة المسنة. والرياح تزداد قوة والطقس يزداد برداً لكنني لم أرغب أن ادخل السيارة كي لا أزداد مللاً ، فقررت المشي لعلني أتدفئ قليلاً وأزيل بعض الملل بدأت أسير في الغابة الواسعة وكان الهدوء يعم المكان لم يكون سوى صوت ابي الذي يطلب المساعدة وصوت أغصان الاشجار تهتز وسط الرياح الغاضبة.
واصلت السير في الغابة وأنا ابتعد قليلاً قليلاً؛ حتى اختفى صوت ابي لكن صوت الأشجار كان يزتاد، وبينما أنا اسير شاهدت صدفة سوراً كبيراً فتقدمت لأرى المكان وإذا هو بسور كبير يحيط قصراً كبيراً ، فدفعني فضولي للدخول إلى القصر رغم أني احترت في البداية فتارة اتقدم إلى الأمام وتارة اخرى أرجع إلى الوراء، لكني تقدمت وبدأت بالبحث عن الباب ، وإذا بي أرى باباً أكل الدهر عليه وشرب لا يستحق أن يكون باباً لهذا القصر.فتحت الباب بعد عناء وجهد كبيران فعلى مايبدو أنه لم يفتح منذ زمن ، دخلت القصر وصدى صوت تلك القطرات التي تسقط من السقف الى الارض يملأ أرجاء القصر، وتلك الغربان السوداء تقف على قطعة من الخشب وتنعق بصوت اعلى من صوت الرياح الهائجة.
بدأت اتفقد المكان لكن احتجت الى ضوء كي يضيئ لي الطريق بينما انا ابحث عن شيئ أضيئ به المكان تذكرت تلك الشمعة التي وضعتها في حقيبتي فتناولتها وأضأتها بعد محاولات عدة. فأضاءت لي الشمعة تلك البقعة من القصر وإذا بمنظر تمنيت لو انني لم اره كان الرماد يملأ الارض ودمى وبعض الملابس ملقاة عليها علمت حينها أن هذا القصر كانت تسكنه عائلة ما لكن حريقاً ما شب فيه وأحرقه لكن تساءلت أين العائلة. فبدأت اسير في القصر وأدخل إلى الغرف لكن مشهد الرماد كان متكرراً في كل مرة ، لكنني عندما دخلت إلى تلك الغرفة تناولت بعض اصور عن الارض وإذا هي بصور العائلة التي كانت تسكن هنا وإذا بباب القصر يفتح بقوة كدت أسقط أرضاً عندما سمعت صوت الباب لكنني تمالكت نفسي وذهبت لأرى من دخل القصر . أضأت الشمعة نحو الباب وإذا هو بطفل صغير يشبه ذلك الطفل الذي في الصورة.
ركضت نحوه لأسئله من هو وكيف حصل ما حصل في القصر، لم يجبني في البداية بل ذرف بعض الدموع وأدار وجهه الذي لونه ابيض كالثلج ، لكنني كررت السؤال عليه حتى روى قصته أخبرني كيف شب الحريق تلك الليلة العاصفة وكيف رأى أمه واباه يموتان امامه. فسألته لماذا هو هنا فأجابني بأنه يأتي هنا يوماً بعد يوم على أمل ان يرى عائلته من جديد. كان جوابه كالسهم القاه في قلبي لكنني اخذته معي عند ابي فوجدت أبي ينتظرني هناك منذ فترة وهو قلق ودهش عندما رأى هذا الطفل الصغير لكنني اخبرته عن قصته ، فركبنا السيارة وأوصلناه إلى احد أقاربه نزل من السيارة وهو يذرف الدموع وكأنها تسيل على خديه وتغسل آلاماً ألقاها القدر على طفل بريء صرت انظر من النافذة الى ذلك الطفل.
لن أنسى تلك الليلة، لن أنساها ولن أنسى نظرات الطفل المؤلمة بل ستبقى محفورة في ذهني.
كتابة: ولاء ابوفول
???? زائر
موضوع: رد: ليلة طويلة الأحد مارس 08, 2009 5:08 pm
شو وين الردود؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
???? زائر
موضوع: رد: ليلة طويلة الثلاثاء مارس 10, 2009 9:30 pm
متزعليش كنت اقراا... مشكووووووووووورة كتيير ولااء ان شاء الله تتميزة بقصصك وتصيري ولاء قباني... مشكوووووورة ...... كتييييييييييييييييييييييييير حلو الموضووع
الخميس مارس 05, 2009 5:24 pm
