باتت الدراما التلفزيونية الصعيدية في الفترة الأخيرة عنصر جذب لا يستهان به بالنسبة لعدد كبير من المؤلفين حيث جذبهم العالم الصعيدي بكل ما يحمله من مشاكل وأزمات وقضايا قد يفتقدها مجتمع المدينة لذا سنوا أقلامهم وبقوة اتجهوا إليه، والتساؤل هنا هل هذا الاتجاه موضة وظاهرة أم أن مشاكل المجتمع الصعيدي بالفعل مادة ثرية قد ينتج منها الكثير؟
فرفش رصد الظاهرة وطرح التساؤل على صناعها، فعلى الرغم من الحرب الإعلامية الضانية التي شنت على المؤلف الكبير محمد صفاء عامر عقب إسناده بطولة مسلسل (حدائق الشيطان) في العام قبل الماضي إلى النجم السوري جمال سليمان وظهوره في شخصية الرجل الصعيدي مندور أبو الدهب إلا أن عامر قرر هذا العام أيضا غير مباليا بأي حروب أخرى تشن عليه إسناد شخصية همام أبو رسلان في مسلسل (أفراح إبليس) الذي كتبه لنفس الفنان فاتحا عليه أبواب وسيل من النقد الذي لا ينتهي، في هذا العمل المعنون بأفراح إبليس يظهر جمال سليمان كما أشرنا في شخصية همام أبو رسلان ذلك الرجل صاحب الشخصية والنفوذ الذي يحاول استغلال العلاقة التي يتمتع بها مع السلطة والسياسة في فرض سيطرته على أهل القرية التي ينتمي إليها.
الصعيدي بعيدا عن النكات
الفنان الكبير نور الشريف بشخصية
الرجل الصعيدي
وحول هذا الاختيار فقد أكد محمد صفاء عامر لفرفش أن جمال سليمان نجم كبير لا يختلف عليه اثنان وانه حتى من قبل أن يأتي إلى مصر فأن نجوميته في سوريا لها وضعها ومكانتها التي لا غبار عليها وحينما اختاره في شخصية الصعيدي لأول مرة من خلال (حدائق الشيطان) كان قد لمس فيه صفات قد لا تكون متوافرة كثيرا مثل الطيبة مع قوة الشخصية والقيادة مع الديمقراطية مما جعله يعاود اختياره من خلال أفراح إبليس وأعلن عامر عن توقعه بان الحرب ستستمر ضده بعد عرض العمل.
وتابع محمد صفاء عامر أن ولكونه ينتمي إلى المجتمع الصعيدي حيث ترجع أصوله إليه فيشعر انه أوكل إلى نفسه مهمة إظهار الصعيدي على حقيقته بكونه ليس مادة خصبة لإطلاق النكات المستفزة التي يطلقها من لا يعلم شيء عن هذا المجتمع. أفراح إبليس يشارك في بطولته الفنانة الكبيرة عبلة كامل وايتن عامر وعدد كبير من الوجوه الجديدة والإخراج لسامي محمد على.
وفي سياق متصل فقد وقع اختيار الفنان الكبير نور الشريف هذا العام على شخصية الرجل الصعيدي وذلك من خلال مسلسل (الرحايا) والجاري تصويره حاليا على قدم وساق استعدادا لطرحه على الشاشة الصغيرة في شهر رمضان المقبل. هذا ويأتي اختيار الشريف لهذه الشخصية بصفة خاصة بعد أن سبق وقدمها قبل ما يقرب من العشرون عاما من خلال مسلسل (مارد الجبل).
وحول حيثيات هذا العمل قال الفنان نور الشريف لفرفش أنه يتلهف منذ سنوات لإعادة تقديم شخصية الصعيدي لان المجتمع الصعيدي بصفة عامه متعدد النماذج "وقد تجدون قرية ما بها كم مختلف من الشخصيات والطبائع والعادات والتقاليد لذا أحببت تقديم هذه الشخصية رغم صعوبتها وضرورة معاشرة بعض من أهل الصعيد حتى يعرف تفاصيل كلامهم فالصعوبة لا تكمن فقط في اللهجة بل في طريقه خروج الكلام نفسه".
وعن الدور الذي يجسده أضاف الشريف انه يظهر بشخصية محمد أبو دياب والعمل بصفة عامل اجتماعي يرصد الكثير من عادات أهل الصعيد وتقاليدهم التي قد يجهلها الكثيرين. والرحايا من تأليف عبد الرحيم كمال والإخراج لحسني صالح، يشارك في بطولته ريم البارودي، وأحمد صفوت، وبهاء ثروت، أشرف مصيلحي، هياتم،خليل مرسي،لطفى لبيب، ومن المقرر أن يكتب الشاعر عبد الرحمن الأبنودى، مجموعة من الأشعار التي يتضمنها العمل.
المرآة الصعيدية في الخطط القادمة
النجم صلاح السعدني يجسد شخصية سلطان الصعيد
وعن قصة للمؤلفة الشابة سماح الحريري يقف النجم صلاح السعدني مجسدا دوره في المسلسل الذي قامت بكتابته والذي يحمل عنوان (العلوية) حيث يجسد السعدنى من خلاله شخصية سلطان الصعيد وهو رجل صعيدي مزواج حيث يتزوج أربعة نساء، يعمل بسرقة الآثار وبيعها إلي الأجانب بأسعار كبيرة.
وعن اتجاه سماح لهذا النوع من الدراما الصعيدية قالت لفرفش "أن مجتمع الصعيد بصفة عامه يعتبر مادة ثرية وخصبة لأن يثمر منها مشاكل وقضايا لابد وان تتناولها الدراما التليفزيونية في أعمالها،وأضافت إنها حاولت طرح قضية سرقة الآثار من خلال مسلسل (العلوية) حيث تعتبر هذه القضية من ابرز واهم المشاكل المعروفة في الصعيد". وأعربت سماح في الوقت نفسه إنها ستعمل في الفترة القادمة على طرح أزمة المرأة الصعيدية حيث عاشرتها وعرفت كم هي تحمل الكثير بداخلها لكنها لولا العادات والتقاليد الذي يفرضه هذا المجتمع عليها لكانت من أهم السيدات في مصر.
هذا ولم يكن الفنانين الرجال هم فقط من سيقومون هذا العام بتجسيد شخصيات صعيدية بل وبعض من الفنانات أيضا حيث تجسد النجمة نبيلة عبيد وبعد غياب لسنوات عن الدراما التليفزيونية بعد أخر أعمالها (العمة نور) شخصية دكتورة صعيدية وذلك من خلال مسلسل (البوابة الثانية) وعن تفاصيل العمل قالت عبيد للشرق الأوسط إنها ومنذ سنوات بعيده لم تقدم مثل هذه الشخصية حيث تجسد دور الدكتورة (ليلى)وهي أستاذة في كلية الفنون الجميلة ، وتنتمي إلى عائلة صعيدية، تُوفي زوجها تاركاً لها أبناء، لكن في أحد الأيام يُسافر أحد أبنائها في رحلة مع بعض من أصدقاءه الفلسطينيين إلى غزة، وهناك يتمّ اختطافهم على الحدود الفلسطينية الإسرائيلية ويعتقلوا من قبل سلطات الاحتلال لتبدأ (ليلى) رحلة البحث عن ابنها داخل سجون إسرائيل وذلك بمساعده عم الأولاد عبد الستار (احمد ماهر) الذي يحبها ويريد الزواج منها إلا أن هناك بعض المشاكل تحول دون تنفيذ رغبته.
النجمة نبيلة عبيد قد لا ترتدي جلباب صعيدي
وأضافت نبيلة في تصريحاتها إنها رغم أدائها لشخصية ترجع جذورها إلى الصعيد إلا إنها قد لا ترتدي جلباب صعيدي طيلة الأحداث نظرا لمكوثها في القاهرة وان كان أهل زوجها يرتدونه. مسلسل (البوابة الثانية) يشارك في بطولته كل من الممثل اللبناني فادي إبراهيم،هشام عبد الحميد،وعزة بهاء وشعبان حسين،جيهان قمري والإخراج للمخرج الكبير على عبد الخالق.
وحول الرؤية النقدية في هذا الاتجاه نحو الدراما الصعيدية وهل هي ظاهرة فقد أكد الناقد الكبير لويس جريس لفرفش أن هناك نماذج ناجحة عديدة من الأعمال التي فتشت ونقبت في هذا العالم الصعيدي وعلى سبيل المثال لا الحصر النجم يحي الفخراني حيث استطاع من قبل ومن خلال مسلسله (الليل وأخرة) التطرق إلى الصعيدي بكل ما يحمله من قوة وجبروت وفي ذات الوقت حنان وتسامح، وغيرها من الأعمال التي حققت نجاحا في هذا الإطار لذا فقد اقبل عدد كبير من المؤلفين على هذه التجربة بعدما حدث إفلاس إلى حد كبير أو بمعنى أدق قد نقول تكرار للموضوعات التي كتبت عن المدينة مثل الزواج العرفي والطلاق ومشاكل العلاقات الزوجية ومخاطر العولمة وما إلى ذلك من موضوعات باتت مستهلكة.
الأحد فبراير 22, 2009 10:15 pm
